قوله : { وَلْتَكُن } قرأه الجمهور بإسكان اللام ، وقرئ بكسر اللام على الأصل ، و «من » في قوله : { منكُمْ } للتبعيض ، وقيل : لبيان الجنس . ورجح الأوّل بأن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر من فروض الكفايات يختص بأهل العلم الذين يعرفون كون ما يأمرون به معروفاً ، وينهون عنه منكراً . قال القرطبي : الأوّل أصح ، فإنه يدل على أن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر فرض على الكفاية ، وقد عينهم الله سبحانه بقوله : { الذين إِنْ مكناهم فِي الأرض } الآية [ الحج : 41 ] . وقرأ ابن الزبير : «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم » قال أبو بكر بن الأنباري : وهذه الزيادة تفسير من ابن الزبير ، وكلام من كلامه غلط فيه بعض الناقلين ، فألحقه بألفاظ القرآن . وقد روى أن عثمان قرأها كذلك ، ولكن لم يكتبها في مصحفه ، فدل على أنها ليست بقرآن . وفي الآية دليل على وجوب الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ووجوبه ثابت بالكتاب ، والسنة ، وهو من أعظم واجبات الشريعة المطهرة ، وأصل عظيم من أصولها ، وركن مشيد من أركانها ، وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها . وقوله : { يَأْمُرُونَ بالمعروف وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر } من باب عطف الخاص على العام ، إظهاراً لشرفهما ، وأنهما الفردان الكاملان من الخير الذي أمر الله عباده بالدعاء إليه ، كما قيل في عطف جبريل وميكائيل على الملائكة ، وحذف متعلق الأفعال الثلاثة ، أي : يدعون ، ويأمرون ، وينهون لقصد التعميم ، أي : كل من وقع منه سبب يقتضي ذلك ، والإشارة في قوله : { وَأُوْلئِكَ } ترجع إلى الأمة باعتبار اتصافها بما ذكر بعدها { هُمُ المفلحون } أي : المختصون بالفلاح ، وتعريف المفلحين للعهد ، أو للحقيقة التي يعرفها كل أحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.