جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (104)

{ ولتكن منكم } ، من التبعيض ؛ لأن الأمر بالمعروف من فروض الكفايات وللمتصدي له شروط قال الضحاك : هم الصحابة ، والمجاهدون ، والعلماء ، والخطاب للجميع ؛ لأنه لو تركوه أثموا جميعا أو للتبيين كما ورد ( من رأى منكم مُنكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ){[776]} { أمّة } : جماعة ، { يدعون } : الناس ، { إلى الخير } : اتباع{[777]} القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، { ويأمرون{[778]} بالمعروف وينهَون عن المنكر } ، عطف الخاص على العام لشرفه{[779]} ؛ لأن الخير أعم ، { وأولئك هم المُفلحون } المخصوصون بكمال الفلاح .


[776]:أخرجه مسلم في (الإيمان).
[777]:الدعاء إلى الخير عام فيما فيه صلاح ديني أو دنيوي، فعطف الأمر بالمعروف عليه للإيذان بشرفه كقوله: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} (البقرة: 238)، والأمر بالمعروف من فروض الكفايات فالخطاب عام، والمطلوب التصدي من بعض من له قابلية فلو ترك الكل أثموا وقيل من للتبعيض، وفي صحيح مسلم (من رأى منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [سبق تخريجه في الصفحة السابقة]، وعدم الاستطاعة لتقصيره في حق التقوى فصدق أنه أضعف الإيمان/12 وجيز.
[778]:وفي الآية دليل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووجوبه ثابت بالكتاب والسنة وهو من أعظم واجبات الشريعة المطهرة وأصل عظيم من أصولها وركن مشيد من أركانها؛ وبه يكمل نظامها، ويرتفع سنامها/12 فتح.
[779]:فإن الدعاء إلى الخير عام فيه صلاح ديني أو دنيوي فعطف الأمر بالمعروف عليه للإيذان بشرفه كقوله: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) (البقرة: 238)/12.