مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَا رَبَّهُۥ مُنِيبًا إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُۥ نِعۡمَةٗ مِّنۡهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدۡعُوٓاْ إِلَيۡهِ مِن قَبۡلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِۦۚ قُلۡ تَمَتَّعۡ بِكُفۡرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِ} (8)

{ وَإِذَا مَسَّ الإنسان } هو أبو جهل أو كل كافر { ضُرٌّ } بلاء وشدة والمس في الأعراض مجاز { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } راجعاً إلى الله بالدعاء لا يدعو غيره { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ } أعطاه { نِعْمَةً مِّنْهُ } من الله عز وجل { نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } أي نسى ربه الذي كان يتضرع إليه . و «ما » بمعنى «من » كقوله : { وَمَا خَلَقَ الذكر والانثى } [ الليل : 3 ] أو نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً } أمثالاً { لِيُضِلَّ } { لَيِضل } مكي وأبو عمرو ويعقوب { عَن سَبِيلِهِ } أي الإسلام { قُلْ } يا محمد { تَمَتَّعَ } أمر تهديد { بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } أي في الدنيا { إِنَّكَ مِنْ أصحاب النار } من أهلها .