قوله تعالى : { وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه } – إلى قوله – { عذاب يوم عظيم }[ 9-13 ] .
أي : إذا مس الإنسان ضر في بدنه أو شدة أو ضيق استغاث بربه الذي خلقه في كَشْفِ ما نَزَلَ به{[58686]} ، تائبا{[58687]} إليه مما كان عليه قبل ذلك من الكفر والشرك{[58688]} . قال قتادة : منيبا إليه : مخلصا{[58689]} .
وقوله { ثم إذا خوله نعمة منه } أي : أعطاه عافية وفرجا مما نزل به .
يقال لمن أعطي غيره عطية : قد خوّله كذا وكذا .
وقوله : { ونسي ما كان يدعوا إليه من قبل } أي : ترك دعاءه الذي كان يدعو إلى الله من قبل أن يكشف ما كان به ، و( ما ) والفعل مصدر{[58690]} ، والمعنى : ترك كون الدعاء منه إلى الله عز وجل . ومن جعلها{[58691]} بمعنى ( الذي ) جعل ( ما ) لمن يعقل فيكون لله سبحانه{[58692]} .
والمعنى : ترك ما{[58693]} كان يدعو الله{[58694]} من قَبْل ِ كَشْفِ الضُّر عنه .
ثم قال تعالى : { وجعل لله أنداد } أي : شركاء . قال السدي : هذا كله في الكافر خاصة .
قال السدي : الأنداد هنا من الرجال يطيعونهم في معاصي الله جل ذكره . وقيل : لأنداد : الأوثان{[58695]} .
ثم قال : { ليضل عن سبيله } من ضم الياء ، فمعناه : فعل ذلك ليزيل الناس عن توحيد الله سبحانه والإقرار به{[58696]} والدخول في دينه{[58697]} ، ومن فتح الياء{[58698]} ، فمعناه : ليَضِلَّ في نفسه عن دين الله سبحانه .
والتقدير : إنه لما كان أمره لعبادة الأوثان يؤول إلى الضلال{[58699]} كان{[58700]} كأنه إنما فعل ذلك ليصير ضالا{[58701]} . وقد تقدم شرح هذا بأبين من{[58702]} هذا .
ثم قال تعالى : { قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار } أي : قل يا محمد لهذا الكافر ( لنعم الله ){[58703]} تمتع بكفرك إلى أن تستوفيَ أجلك إنك في الآخرة من الماكثين في النار .
وهذا لفظ معناه التهدد والوعيد ، مثل قوله : { فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر{[58704]} } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.