{ خَوَّلَهُ } أعطاه . قال أبو النجم :
َأعْطَى فَلَمْ يَبْخَلْ وَلَمْ يُبَخَّلِ *** كُومَ الذَّرَى مِنْ خِوَلِ الْمُخَوِّلِ
وفي حقيقته وجهان ، أحدهما : جعله خائل مال ، من قولهم : هو خائل مال ، وخال مال : إذا كان متعهداً له حسن القيام به ، ومنه ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان يتخول أصحابه بالموعظة ، والثاني : جعله يخول من خال يخول إذا اختال وافتخر ، وفي معناه قول العرب :
إنَّ الْغَنِيَّ طَوِيلُ الذَّيْلِ مَيَّاسُ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
{ مَا كَانَ يدعوا إِلَيْهِ } أي نسي الضرّ الذي كان يدعو الله إلى كشفه . وقيل : نسي ربه الذي كان يتضرع إليه ويبتهل إليه ، وما بمعنى من ، كقوله تعالى : { وَمَا خَلَقَ الذكر والأنثى } [ الليل : 3 ] وقرىء : «ليضل » بفتح الياء وضمها ، بمعنى أنّ نتيجة جعله لله أنداداً ضلاله عن سبيل الله أو إضلاله والنتيجة : قد تكون غرضاً في الفعل ، وقد تكون غير غرض . وقوله : { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ } من باب الخذلان والتخلية ، كأنه قيل له : إذ قد أبيت قبول ما أمرت به من الإيمان والطاعة ، فمن حقك ألا تؤمر به بعد ذلك ، وتؤمر بتركه : مبالغة في خذلانه وتخليته وشأنه . لأنه لا مبالغة في الخذلان ؛ أشدّ من أن يبعث على عكس ما أمر به . ونظيره في المعنى قوله : { متاع قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّم } [ آل عمران : 197 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.