الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَا رَبَّهُۥ مُنِيبًا إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُۥ نِعۡمَةٗ مِّنۡهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدۡعُوٓاْ إِلَيۡهِ مِن قَبۡلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِۦۚ قُلۡ تَمَتَّعۡ بِكُفۡرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِ} (8)

وقوله تعالى : { وَإِذَا مَسَّ الإنسان ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ } الآية : { الإنسان } هنا : الكافرُ ، وهذه الآيةُ بَيَّنَ تعالى بها عَلَى الكُفَّارِ ، أنَّهُمْ على كُلِّ حَالٍ يَلْجَئونَ إليه في حالِ الضروراتِ ، و( خَوَّلَهُ ) معناه مَلكه وحكَّمَه فيها ابتداءً من اللَّهِ لاَ مُجَازَاةً ، ولا يقالُ في الجزاء خَوَّلَ .

وقوله تعالى : { نَسِيَ مَا كَانَ يدعوا إِلَيْهِ } قالت فرقة : ( ما ) مصدريةٌ ، والمعنى : نسِيَ دعاءَه إليه في حالِ الضَّرُورَةِ ، وَرَجَعَ إلى كُفْرِهِ ، وقالت فرقة ( ما ) بمعْنَى : الذي ، والمرادُ بها اللَّه تعالى ، أي : نسي اللَّه ، وعبارة الثعلبي : قوله : { نَسِيَ مَا كَانَ يدعوا إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } أي : تَرَكَ عبادَة اللَّه تعالى والتضرُّعَ إليهِ من قَبْلُ في حال الضُّرِّ انتهى . وباقي الآية بيِّنٌ .