لما ذكر سبحانه في هذه السورة الإحسان إلى النساء ، وإيصال صدقاتهنّ إليهنّ ، وميراثهنّ مع الرجال ، ذكر التغليظ عليهنّ فيما يأتين به من الفاحشة لئلا يتوهمن أنه يسوغ لهنّ ترك التعفف { واللاتى } جمع التي بحسب المعنى دون اللفظ ، وفيه لغات : اللاتي بإثبات التاء ، والياء ، واللات بحذف الياء ، وإبقاء الكسرة لتدل عليها ، واللائي بالهمزة والياء ، واللاء بكسر الهمزة ، وحذف الياء ، ويقال في جمع الجمع اللواتي ، واللوائي ، واللوات ، واللواء . والفاحشة : الفعلة القبيحة ، وهي مصدر كالعافية ، والعاقبة ، وقرأ ابن مسعود : «بالفاحشة » . والمراد بها هنا : الزنا خاصة ، وإتيانها فعلها ، ومباشرتها . والمراد بقوله : { من نسَائِكُمُ } المسلمات ، وكذا { منكُمْ } المراد به المسلمون . قوله : { فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى البيوت } كان هذا في أول الإسلام ، ثم نسخ بقوله تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا } [ النور : 2 ] وذهب بعض أهل العلم إلى أن الحبس المذكور ، وكذلك الأذى باقيان مع الجلد ، لأنه لا تعارض بينها بل الجمع ممكن . قوله : { أو يَجْعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً } هو ما في حديث عبادة الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم : «خذوا عني قد جعل الله لهنّ سبيلاً ، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام » الحديث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.