{ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ( 15 ) واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما ( 16 ) }
{ واللاتي يأتين الفاحشة } لما ذكر سبحانه في هذه السورة الإحسان إلى النساء وإيصال صدقاتهن وميراثهن مع الرجال ، ذكر التغليظ عليهن فيما يأتين من الفاحشة لئلا يتوهمن أنه يسوغ لهن ترك التعفف .
واللاتي جمع التي بحسب المعنى دون اللفظ وفيه لغات ويقال في جمع الجمع اللواتي واللائي واللوات واللواء ، والفاحشة الفعلة القبيحة وهي مصدر كالعافية والعاقبة ، والمراد بها هنا الزنا خاصة ، وإتيانها فعلها ومباشرتها .
{ من نسائكم } هن المسلمات { فاستشهدوا عليهن أربعة } خطاب للأزواج أو للحكام ، قال عمر بن الخطاب إنما جعل الله الشهود أربعة سترا يستركم به دون فواحشكم { منكم } المراد به الرجال المسلمون .
{ فإن شهدوا } عليهن بها { فأمسكوهن } احبسوهن { في البيوت } وامنعوهن من مخالطة الناس ، لأن المرأة إنما تقع في الزنا عند الخروج والبروز إلى الرجال ، فإذا حبست في البيت لم تقدر على الزنا ، عن ابن عباس قال : كانت المرأة إذا فجرت حبست في البيت فإن ماتت ماتت ، وإن عاشت عاشت حتى نزلت الآية في سورة النور { الزانية والزاني فاجلدوا } فجعل الله لهن سبيلا فمن عمل شيئا جلد وأرسل ، وقد روي عنه من وجوه . {[427]}
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الحبس المذكور وكذلك الأذى باقيان مع الجلد لأنه لا تعارض بينهما بل الجمع ممكن ، قال الخطابي : ليست منسوخة لأن قوله { فأمسكوهن } يدل على أن إمساكهن في البيوت ممتد إلى غاية هي قوله { حتى } أي إلى أن { يتوفاهن الموت } أي ملائكة الموت عند انقضاء آجالهن { أو يجعل الله لهن سبيلا } وذلك السبيل كان مجملا ، فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا ، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم{[428]} رواه مسلم من حديث عبادة ، صار هذا الحديث بيانا لتلك الآية لا نسخا له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.