مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الحديد مكية وهي تسع وعشرون آية

{ سَبَّحَ للَّهِ } جاء في بعض الفواتح «سبح » بلفظ الماضي ، وفي بعضها بلفظ المضارع ، وفي «بني إسرائيل » بلفظ المصدر ، وفي «الأعلى » بلفظ الأمر استيعاداً لهذه الكلمة من جميع جهاتها وهي أربع : المصدر والماضي والمضارع والأمر . وهذا الفعل قد عُدي باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله { وَتُسَبّحُوهُ } [ الفتح : 9 ] وأصله التعدي بنفسه لأن معنى سبحته بعدته من السوء منقول من سبح إذا ذهب وبعد ، فاللام إما أن تكون مثل اللام في نصحته ونصحت له ، وإما أن يراد بسبح الله اكتسب التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصاً { مَا فِى السماوات والارض } ما يتأتى منه التسبيح ويصح { وَهُوَ العزيز } المنتقم من مكلف لم يسبح له عناداً { الحكيم } في مجازاة من سبح له انقياداً