الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية وهي تسع وعشرون آية

جاء في بعض الفواتح { سَبِّحَ } على لفظ الماضي ، وفي بعضها على لفظ المضارع ، وكل واحد منهما معناه : أنّ من شأن من أسند إليه التسبيح أن يسبحه ، وذلك هجيراه وديدنه ، وقد عدى هذا الفعل باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله تعالى : { وتسبحوه } [ الفتح : 9 ] وأصله : التعدي بنفسه ، لأنّ معنى سبحته : بعدته عن السوء ، منقول من سبح إذا ذهب وبعد ، فاللام لا تخلو إما أن تكون مثل اللام في : نصحته ، ونصحت له ، وإما أن يراد بسبح لله : أحدث التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصاً ، { مَا فِى السماوات والارض } ما يتأتى منه التسبيح ويصح .