جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ} (35)

{ قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق } والهداية كما يعدى بإلى يعدي باللام ، { أمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع } أمره وحكمه ، { أمن لا يهدي } أصله يهتدي فأدغم وكسرت الهاء لالتقاء الساكنين ، { إلا أن{[2169]} يهدى } ، الهداية قد تجيء بمعنى النقل{[2170]} أي الأوثان لا ينتقل من مكان إلا أن ينقل أو يكون هذا حال أشرف شركائهم كالملك والمسيح أو لا يصح منه الاهتداء إلا أن يهديه الله بأن يجعل الجماد حيوانا علما ، { فما لكم كيف تحكمون{[2171]} } بما يبطله العقل بتا .


[2169]:معناه أن للمشركين شركاء بعضهم جماد كالحجر والنجوم وبعضهم عقلاء كالملك وعيسى وعزير وحال أشرف شركائهم أنهم لا يهتدوا إلا بان يهدى فكيف حال غير الأشرف.
[2170]:نحو هديت العروس إلى بيت زوجه نقله محي السنة عن بعض كبار السلف، قيل: وما أحسن قوله إن قوله أحق من باب التهكم فإن أصنامهم ليست مستحقة بوجه للعبادة/وجيز.
[2171]:ولما أثبت لهم الحجج البينة على بطلان ما هم عليه ولم ينفع وهم على الضلال القديم بين سبب ذلك فقال: "وما يتبع أكثرهم إلا ظنا"/وجيز.