محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ} (2)

{ ما أغنى عنه ماله وما كسب } أي أي شيء أغنى عنه ماله وما كسبه من سخط الله عليه وخسرانه ؟ فكسبه هو عمله الذي يظن أنه منه على شيء ، وقيل : ولده ، لقرن الأولاد بالأموال في كثير من الآيات ، وكانت العرب تعد أولادها للنائبات كالأموال ، فنفى إغناءهما عنه حين حل به التباب .

قال الشهاب : والذي صححه أهل الأثر أولاده -لعنه الله - ثلاثة : معتب وعتبة وهما أسلما ، وعتيبة - مصغرا- وهذا هو الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاهر بإيذائه وعداوته ، ورد ابنته وطلقها ، وقال صلوات الله عليه وسلم : " اللهم سلط عليه كلبا من كلابك " ، فأكله السبع في خرجة خرجها إلى الشام ، وفيه يقول حسان رضي الله عنه :

من يرجع العام إلى أهله *** فما أكل السبع بالراجع

ثم قال : ولهب هو أحد هؤلاء فيما قيل . قال الثعالبي : ومنه يعلم أن الأسد يطلق عليه كلب ، ولما أضيف إلى الله كان أعظم أفراده .