محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَٰزِنِينَ} (22)

وقوله تعالى :

[ 22 ] { وأرسلنا الريح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين 22 } .

{ وأرسلنا الرياح لواقح } أي تلقح السحاب أي تجعلها حوامل بالماء . وذلك أن السحاب بخار يصير ، بإصابته الهواء البارد ، حوامل للماء . قاله المهايمي . فاللواقح ، عليه ، جمع ( ملقح ) بحذف الزوائد . أو تلقح الشجر بجري مائها فيه أو تنميته ليثمر ويزهو . وجوز كون اللواقح جمع ( لاقح ) وهي الناقة الحامل . فشبهت الريح التي تجيء بالمزن الممطرة بها . كما يشبه ما لا تكون كذلك ، ب ( العقيم ) فيقال : ريح عقيم . { فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين } أي بقادرين على إيجاده وإنزاله . و ( الخزن ) اتخاذ الخزائن ، يستعار للقدرة كما مر . أو بحافظين له في أمكنة ينابيعه ، من سهول وجبال وعيون وآبار ، بل هو تعالى وحده الذي حفظه وسلكه ينابيع في الأرض وجعله عذبا ورحم العباد بسقياه .