محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفۡ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (10)

ثم أمره تعالى أن يلقي عصاه من يده ليريه دليلا واضحا على أنه القادر على كل شيء ، بقوله : { وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ } هو ضرب من الحيات ، أسرعه حركة وأكثره اضطرابا { وَلَّى } أي من الخوف { مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي لم يرجع على عقبه من شدة خوفه { يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ } أي لحفظي لهم وعنايتي بهم وعصمتي إياهم مما يؤذيهم . وفيه تبشير له باصطفائه بالرسالة والنبوة . وتشجيع له بنزع الخوف . إذ لا يتمكن من أداء الرسالة ، ما لم يزل خوفه من المرسل إليه .