{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ } أي فقومه له ، واجعله مستقيما متوجها له . وفي النظم الكريم استعارة تمثيلية ، بتشبيهه المأمور بالتمسك بالدين ورعاية حقوقه وعدم مجاوزة حدوده والاهتمام بأموره ، بمن أمر بالنظر إلى أمر ، وعقد طرفه به ، وتسديد نظره وتوجيه وجهه له ، لمراعاته والاهتمام بحفظه { حَنِيفًا } أي مائلا عن كل ما سواه ، إليه . قال المهايمي : ولا يعسر الرجوع إليه لكونه { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } أي لأن عقل كل واحد يدل على أنه حادث يفتقر إلى محدث . ولا دلالة على الافتقار إلى متعدد أبدا . فالقول بتعدده تغيير للفطرة . لكن { لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } أي لا تغيير لأمر العقل الذي خلقه الله للاستدلال { ذَلِكَ } أي الدين المأمور بإقامة الوجه له ، أو الفطرة { الدِّينُ الْقَيِّمُ } أي المستقيم الذي لا عوج فيه . قال المهايمي : وإن لم يقم عند المبدلين دليل على استحالة التعدد ، فهذا هو مقتضى الفطرة { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } أي أنه مقتضى الفطرة . وهي أقطع قاطع واحسم حاسم لشغب المشاغب . لأنها من الأمور التي لا تدخل تحت الكسب والاختيار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.