محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدۡ صَدَّقَ عَلَيۡهِمۡ إِبۡلِيسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (20)

{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } قال الزمخشري :قرئ { صدق } بالتشديد والتخفيف . ورفع لفظ { إبليس } ونصب { الظن } فمن شدد ، فعلى : ( حقق عليهم ظنه ، ووجده ظنه صادقا ) أي صدق بمعنى حقق مجازا . لأنه ظن شيئا فوقع فحققه . وقوله ( أو وجده ظنا صادقا ) فإن العرب تقول صدقك ظنك . والمعنى أن إبليس كان يسول له ظنه شيء فيهم . فلما وقع جعل كأنه صدقه . ا ه شهاب .

ومن خفف فعلى ( صدق في ظنه ، أو صدق يظن ظنا ) نحو فعلته جهدك . أي ف ( ظنه ) منصوب على الظرفية بنزع الخافض . وأصله ( في ظنه ) أي وجد ظنه مصيبا في الواقع ، ف ( صدق ) حينئذ بمعنى أصاب ، مجازا . أو منصوب على أنه مصدر لفعل مقدر . كفعلته جهدك ، أي وأنت تجهد جهدك . فالمصدر وعامله في موقع الحال . ا ه شهاب .

وبنصب ( إبليس ) ورفع ( الظن ) فمن شدد فعلى ( وجد ظنه صادقا ) . ومن خفف ، فعلى ( قال له ظنه الصدق حين خيله إغواؤهم ) برفع ( إغواؤهم ) على الفاعلية . أو نصبه على الحذف والإيصال ، وفاعله وضمير الظن . أي خيل لهم إغواؤهم . ا ه شهاب . يقولون صدقك ظنك .

وبالتخفيف ورفعهما ، أي على إبدال الظن من إبليس ، بدل اشتمال . ا ه شهاب . على ( صدق عليهم ظن إبليس ) . انتهى .

وذلك إما ظنه بسبأ حين رأى أنهما كهم في الشهوات ، أو ببني آدم حينما رأى ما ركب فيهم من الشهوة والغضب .

{ فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين }