محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَعۡرَضُواْ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَٰهُم بِجَنَّتَيۡهِمۡ جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن سِدۡرٖ قَلِيلٖ} (16)

{ فأعرضوا } أي عن الشكر { فأرسلنا عليهم سيل العرم } أي سيل الأمر العرم ، أي الصعب والمطر الشديد – أو الوادي - أو السكر الذي يحبس الماء – أو هو البناء الرصين المبني بين الجبلين لحفظ ماء الأمطار وخزنها . وقد ترك فيه أثقاب على مقدار ما يحتاجون إليه في سقيهم . فلما طغوا أهلكهم الله بخراب هذا البناء ، فانهال عليهم تيار مائه ، فأغرق بلادهم وأفسد عمرانهم وأرضهم . واضطر من نجا منهم للنزوح عنها . كما قال تعالى : { وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط } أي ثمر مرّ ، أو بشع لا يؤكل { وأثل } شجر يشبه الطرفاء من شجر البادية لا ثمر له { وشيء من سدر قليل } وهو شجر النبق . أي قلة لا تسمن ولا تغني من جوع . فهذا تبديل النعم بالنقم ، لمن لم يشكر النعم ، كما قال تعالى : { ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ( 17 ) } .