محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَيۡهِم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ بِٱلۡأٓخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِي شَكّٖۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ} (21)

{ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ } أي ما كان له عليهم من تسليط واستيلاء / بالوسوسة والاستغواء ، إلا لغرض صحيح وحكمة بينة . وذلك أن يتميز المؤمن بالآخرة من الشاك فيها . وعلل التسليط بالعلم . والمراد ما تعلق به العلم . قاله الزمخشري . يعنى أن العلم المستقبل المعلل به هنا ، ليس هو العلم الأزلي القائم بالذات المقدس ، بل تعلقه بالمعلوم في عالم الشهادة الذي يترتب عليه الجزاء بالثواب والعقاب . فالمعنى ما سلطناه عليهم إلا ليبرز من كمون الغيب ما علمناه ، فتظهر الحكمة فيه ويتحقق ما أردناه من الجزاء أو لازمه ، وهو ظهور المعلوم .

ويجوز أن يكون المعنى :لنجزي على الإيمان وضده . كذا في ( العناية ) { وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } أي رقيب قائم على أحواله وأموره .