الآية 20 وقوله تعالى : { ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه } اختُلف في ظنه :
قال بعضهم : ظن فيهم ظنا ، فوافق ظنه فيهم حين قال : { لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا } [ الإسراء : 62 ] من عصمت مني { وقال لأتّخذن من عبادك نصيبا مفروضا } { ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم } [ النساء : 118 و119 ] إلى آخر ما ذكر . فقد صدّق ما ظن فيهم .
وقال بعضهم : { ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه } وذلك أن إبليس خُلق من نار السموم ، وخُلق آدم من طين ، ثم قال إبليس : إن النار ستغلب الطين ، فمن ثمّة صدق ظنه /435-ب/ فقال : { ولأغوينّهم أجمعين } { إلا عبادك منهم المخلصين } [ الحجر : 39 و40 وص : 82 و83 ] .
[ قال الله تعالى ]{[16985]} : { فاتّبعوه } ثم استثنى عباده المخلصين ، فقال : { إلا فريقا من المؤمنين } يعني عباده المخلصين ، فإنهم لم يتّبعوه ، [ هم الذين قال فيهم ]{[16986]} : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } [ الإسراء : 65 ] وقال قائلون : { من } ههنا صلة ، كأنه قال : { فاتّبعوه إلا فريقا من المؤمنين } الذين هم في الحقيقة . فأما من كان عندكم من المؤمنين في الظاهر فقد اتّبعوه ، لأنه لا كل مؤمن عندنا هو في الحقيقة مؤمن . [ ويحتمل ]{[16987]} أن يكون قوله : { فاتّبعوه } في ما دعاهم إليه ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.