الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَقَدۡ صَدَّقَ عَلَيۡهِمۡ إِبۡلِيسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (20)

قوله : { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ } ، قرأ أهل الكوفة : بتشديد الدال وهي قراءة ابن عباس واختيار أبي عبيد ، أي ظن فيهم ظناً حيث قال :

{ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ ص : 82 ] ، وقال :

{ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [ الأعراف : 17 ] ، فصدّق ظنه وحقّقه لفعله ذلك بهم واتّباعهم إياه ، وقرأ الآخرون : { صَدَقَ } بالتخفيف أي صدق عليهم في ظنه بهم .

{ عَلَيْهِمْ } أي على أهل سبأ ، وقال مجاهد : على الناس كلّهم إلاّ من أطاع الله { فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }