محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَـٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ} (10)

{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ } أي الشرف والرفعة { فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا } أي فليطلبها من عنده ، باتباع شريعته ، وموالاة أنبيائه ورسله ، والتأسي بهم في الصلاح والإصلاح ، والصبر والثبات ، واطراح كل ملامة رغبة في الحق وعملا بالصدق . وهذا كآية{[6303]} { الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا } وكآية {[6304]} { ولله العزة ولرسوله والمؤمنين } { إليه يصعد الكلم الطيب } وهو الداعي إلى الحق والإصلاح ، والمنبه على سبل الضلال والفساد { والعمل الصالح يرفعه } أي يرفع الكلم العمل الصالح ، على أن يكون المستكن للكلم . إشارة إلى أن العمل لا يقبل إلا بالكلم المؤثر في إبلاغ دعوة الخير . والضمير المستتر للعمل ، والبارز للكلم . أي يكون العمل / الصالح موجبا لرفعها وقبولها لأنه يحققها ويصدقها ، كما قال تعالى عن شعيب عليه السلام{[6305]} { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت } { والذين يمكرون السيئات } أي الأعمال السيئة المفسدة لصلاح الأمة وقيام عمرانها { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } أي يضمحل . لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه .


[6303]:[4/النساء/139].
[6304]:[63/المنافقون/8].
[6305]:[11/هود/88].