محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

{ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }{ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } أي : فمن حسّن له عمله السيئ ، بأن غلب هواه على عقله ، حتى انتكس رأيه فرأى الباطل حقا والقبيح حسنا ، كمن لم يزين له ، بل هدي فعرف الحق وميز الحسن من السيئ ؟ فحذف الجواب لدلالة قوله :

{ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء } أي إلى الإيمان واتباع الحق . وجوّز أن يكون تقديره : أفمن زين له سوء عمله ، ذهبت نفسك عليهم حسرة ، بقوله تعالى : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } أي فلا تهلك نفسك حزنا على ضلالهم وعدم اتباعهم لك { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } أي فيجازيهم عليه .