تفسير الأعقم - الأعقم  
{مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَـٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ} (10)

{ من كان يريد العزة } في الدنيا بعبادة غيره فيعلم أنه لا ينالها ، وقيل : يحيي الله الخلق بماء يرسله من تحت العرش كمني الرجال تنبت منه أجساد الخلق ، روي ذلك في الكشاف { فلله العزّة جميعاً } فيعز من تمسك بطاعته ، فبيَّن لا عزّة إلا لله ولأوليائه وقال : { ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين } [ المنافقون : 8 ] { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } والكلم الطيب لا إله إلا الله ، عن ابن عباس : يعني أن هذه الكلم لا تصعد إلى السماء فتكتب حيث تكتب الأعمال المقبولة كما قال عزَّ وجل : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } [ المطففين : 18 ] ، وقيل : الرافع الكلم والمرفوع العمل ، وقيل : الكلم الطيب كل ذكر من تهليل وتسبيح وتكبير وقراءة قرآن ودعاء واستغفار وغير ذلك ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هو قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاَّ الله والله أكبر إذا قالها العبد عرج بها الملك إلى السماء فحيَّا بها وجه الرحمان فإذا لم يكن له عمل صالح لم تقبل " وفي الحديث : " لا يقبل الله قولاً إلا بعمل ولا يقبل قولاً وعمل إلا بالنيَّة " وقيل : الكلم الطيب ذكر الله والعمل الصالح أداء فرائضه وإن لم يؤد فريضة رد عليه ، وليس الايمان بالتمني ، ومن قال حسناً وعمل صالحاً رفع عمله أي قبله { والذين يمكرون السيئات } أي يزيدون في عمل المعاصي ، وقيل : يعملون الشرك ، وقيل : هم أصحاب الربا { لهم عذاب شديد } في الآخرة { ومكر أولئك هو يبور } أي يبطل ويفسد .