محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ} (6)

{ يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه } قال ابن جرير{[7408]} أي إنك عامل إلى ربك عملا فملاقيه به خيرا كان أو شرا والمعنى فليكن عملك مما ينجيك من سخطه ويوجب لك رضاه ولا يكن مما يسخطه عليك فتهلك ، وقال القاشاني أي إنك ساع مجتهد في الذهاب إليه بالموت أي تسير مع أنفاسك سريعا ، كما قيل أنفاسك خطاك إلى أجلك ، أو مجتهد مجد في العمل خيرا أو شرا ذاهب إلى ربك فملاقيه ضرورة قال الضمير إما للرب وإما للكدح وأصل الكدح جهد النفس في العمل والكد فيه حتى يؤثر فيها ، من ( كدح جلده ) إذا خدشه فاستعير للجد في العمل وللتعب بجامع التأثير في ظاهر البشرة


[7408]:انظر الصفحة رقم 115 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).