تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ} (5)

بمصابيح : بنجوم كأنها مصابيح تضيء .

رجوما : مفردها رَجْم وهو كل ما يرمى به .

ثم بعدَ أن بيّن أن هذه السمواتِ وهذا الكونَ كلّه وُجد على نظامٍ دقيق متقَن ، وهو مع ذلك الغايةُ في الحسن والجمال والبهاء قال :

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السمآء الدنيا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السعير } .

إن هذه السماء القريبة منّا والتي نراها ، مزينةٌ بهذه النجوم المضيئة والكواكب بهجةً للناظرين ، وهدىً للسارِين والمسافرين في البر والبحر ، والشهُبُ التي نراها متناثرةً في الليل رُجومٌ للشياطين ، وقد أعدَدْنا لهم في الآخرةِ عذابَ النار .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ} (5)

شرح الكلمات :

{ بمصابيح } : أي بنجوم مضيئة كالمصابيح .

{ رجوماً للشياطين } : أي مراجم جمع مرجم وهو ما يرجم به أي يرمى .

{ وأعتدنا لهم عذاب السعير } : أي وهيأنا لهم عذاب النار المسعرة الشديدة الاتقاد .

المعنى :

وقوله تعالى : { ولقد زينا السماء الدنيا } أي هذه الدانية من الأرض القريبة منها بمصابيح هي النجوم والكواكب . وجعلناها أي النجوم رجوماً للشياطين ترجم بها الملائكة شياطين الجن الذين يريدون استراق السمع من كلام الملائكة حتى لا يفتنوا الناس في الأرض عن دين الله عز وجل . وقوله تعالى { وأعتدنا لهم عذاب السعير } أي وهيأنا للشياطين عذاب السعير يعذبون به يوم القيامة كسائر الكافرين من الإنس والجن .

الهداية :

من الهداية :

- بيان الحكمة من خلق النجوم وهي في قول قتادة رحمه الله : إن الله جل ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال : زينة لسماء الدنيا ، ورجوماً للشياطين ، وعلامات يهتدى بها .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ} (5)

قوله تعالى : " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح " جمع مصباح وهو السراج . وتسمى الكواكب مصابيح لإضاءتها . " وجعلناها رجوما للشياطين " أي جعلنا شهبها ، فحذف المضاف . دليله " إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب{[15188]} " [ الصافات : 10 ] . وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها . وقيل : إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس الكواكب ، ولا يسقط الكوكب نفسه إنما ينفصل منه شيء يرجم به من غير أن ينقص ضوءه ولا صورته . قال أبو علي جوابا لمن قال : كيف تكون زينة وهي رجوم لا تبقى . قال المهدوي : وهذا على أن يكون الاستراق من موضع الكواكب . والتقدير الأول على أن يكون الاستراق من الهوى الذي هو دون موضع الكواكب . القشيري : وأمثل من قول أبي علي أن نقول : هي زينة قبل أن يرجم بها الشياطين . والرجوم جمع رجم ، وهو مصدر سمي به ما يرجم به . قال قتادة : خلق الله تعالى النجوم لثلاث : زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر والأوقات . فمن تأول فيها غير ذلك فقد تكلف ما لا علم له به ، وتعدى وظلم . وقال محمد بن كعب : والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم ، ولكنهم يتخذون الكهانة سبيلا{[15189]} ويتخذون النجوم علة . " وأعتدنا لهم عذاب السعير " أي أعتدنا للشياطين أشد الحريق ، يقال : سعرت النار فهي مسعورة وسعير ، مثل مقتولة وقتيل .


[15188]:راجع جـ 15 ص 66.
[15189]:كلمة "سبيلا" ساقطة من ح، ز، س، ل، هـ.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ} (5)

قوله : { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } مصابيح ، جمع مصباح وهو السراج{[4582]} ويراد بالمصابيح هنا كواكب السماء ونجومها التي تضيء ، فتملأ الآفاق ضياء وإشعاعا ، وتثير في الحياة والكائنات آيات من الجمال والبهاء . ومن جملة ما سخّرت له الكواكب والنجوم ، أن جعلها الله { رجوما للشياطين } أي ترجم الشياطين بشهبها المنفصلة عنها كلما دنت من السماء لتسترق السمع من الملأ الأعلى . وهي كلما اقتربت من قضاء بغيتها في الاستراق ، دهمتها الشهب بسرعتها الخاطفة فاحترقت . وفي الآخرة أعد الله لها عذاب السعير . أي النار المتوقدة المستعرة يصلاها الشياطين ، ثم يظلون فيها ماكثين دائمين{[4583]} .


[4582]:مختار الصحاح ص 354.
[4583]:تفسير ابن كثير جـ4 ص 396 وتفسير القرطبي جـ 18 ص 210، 211.