الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ} (5)

وقوله تعالى : { بمصابيح } يعني : النجومَ ، قال الفخر : ومعنى { السماء الدنيا } أي : القريبةُ مِنَ الناسِ ، وليسَ في هذهِ الآيةِ ما يدلُّ عَلى أنّ الكواكبَ مركوزةٌ في السماء الدنيا ، وذلك لأَنَّ السماوات إذا كَانَتْ شَفَّافَةً فالكواكبُ سَواءٌ كَانَتْ في السماءِ الدنيا ، أو كانَتْ في سموات أخْرَى فَوقَها ، فهي لا بد أنْ تَظْهَرَ في السماء الدنيا ، وتَلُوحُ فِيها ، فَعَلَى كِلاَ التَّقْدِيرَيْنِ فالسَّماء الدُّنْيَا مُزَيَّنَةٌ بها ، انتهى .

وقوله : { وجعلناها } معناه وجَعَلْنَا مِنْها ويُوجِبُ هذا التأويلُ في الآيةِ أنَّ الكواكبَ الثابتةَ ، والبروجَ ، وكلَّ ما يُهْتَدَي به في البرِّ والبحرِ ؛ لَيْسَت براجمةٍ ، وهذا نصّ في حديثِ السير قال الثعلبي : { رُجُوماً للشياطين } يُرْجَمُونَ بِها إذَا اسْتَرَقُوا السّمْعَ فلا تُخْطِئُهُم ، فمنهم مَنْ يُقْتَلُ ومنهم من يُخْبَلُ ، انتهى .