جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ} (5)

{ ولقد{[5068]} زينا السماء الدنيا بمصابيح } أي : زينا سقف الدار التي اجتمعتم فيها بمصابيح ، بأي مصابيح لا توازيها مصابيحكم ، { وجعلناها رجوما{[5069]} للشياطين } : ولها فائدة أخرى ، وهي رجم الشياطين المسترقة للسمع ، وكونها مراجم ، أن الشهب منقضة من نار الكواكب ، { وأعتدنا لهم عذاب السعير } : في الآخرة .


[5068]:قال المقبلى في حاشية الكشاف إن قوله {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} يكذب المنجمين، والزاعمين علم الفلك في قولهم إن بعض النجوم في السماوات كقولهم: إن زحل في السابعة، والمشتري في السادسة، والمريخ في الخامسة، والشمس في الرابعة، والزهرة في الثالثة، والعطارد في الثانية، والقمر في الدنيا، وهذا من واضحات علمهم بزعمهم، فغيره أكذب منه، وكان البيضاوي يتعاطى هذه الحرفة البائرة؛ لأنه قال: هنا لا ينافي ذلك كون بعض النجوم مركوزا في سماوات فوق هذه، وتقدم له في البقرة أنه إذا ضم العرش إلى السبع السماوات وافق كلام الأوائل إن الأفلاك ثمانية، انتهى هذا ما نقل في منهية الفتح/12.
[5069]:والنجوم قارة فيها لا تنفصل، والشهاب كقبس ينفصل من المصابيح يرجم بها، وبهذا صرح علي بن أبي طالب، وابن عباس- رضي الله عنهم/12 وجيز. قال قتادة: خلق الله النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر، فمن تكلم فيها بغير ذلك فقد تكلم فيما لا يعلم، وتعدى وظلم، ذكره البخاري تعليقا/12.