تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

الربا : الزيادة .

المضعِفون : الذين يضاعف الله لهم الأجر .

وما أعطيتم من مال ليزيد وينمو في أموال الناس على طريق التسليف بفائدةٍ فإنه رِبا حرّمه الله ولا يمكن أن يزيدَ لكم عند الله . أما ما أعطيتم من صدقاتٍ تبتغون بها وجه الله فهو الذي يضاعِف الله به حسناتكم أضعافا مضاعفة .

قراءات :

قرأ ابن كثير : { وما أتيتم } بالهمزة دون مد ، والباقون : { وما آتيتم } بالمد . وقرأ نافع ويعقوب : { لتربو } بالتاء ، والباقون : { ليربوا } بالياء .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

{ وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس } معناها كقوله : { يمحق الله الربا ويربي الصدقات } [ البقرة :276 ] أي : ما أعطيتم من أموالكم على وجه الربا فلا يزكو عند الله ، وما آتيتم من الصدقات : فهو الذي يزكو عند الله وينفعكم به ، وقيل : المراد أن يهب الرجل للرجل أو يهدي له ليعوض له أكثر من ذلك فهذا وإن كان جائزا فإنه لا ثواب فيه وقرئ { وما آتيتم } بالمد بمعنى أعطيتم وبالقصر يعني جئتم أي : فعلتموه ، وقرئ لتربوا بالتاء المضمومة وليربوا بالياء مفتوحة ونصب الواو .

{ فأولئك هم المضعفون } المضعف ذو الإضعاف من الحسنات ، وفي هذه الجملة التفات لخروجه من الغيبة إلى الخطاب ، وكان الأصل أن يقال : وما آتيتم من زكاة فأنتم المضعفون ، وفيه أيضا حذف ، لأنه لابد من ضمير يرجع إلى ما ، وتقديره المضعفون به أو فمؤتوه هم المضعفون .