وأخرى لم تقدروا عليها : هي ما فتح الله على المسلمين فيما بعد من دولتي فارس والروم .
أحاط الله بها : حفظها الله لكم .
وسيؤتيكم مغانم كثيرة فيما بعد من فارس والروم وغيرهما ما كنتم تقدرون عليها لولا الإسلام ، وهذا معنى قوله تعالى : { وأخرى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ الله بِهَا وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } .
ولما سرهم سبحانه بما بشرهم به من كون القضية فتحاً ومن غنائم خيبر ، أتبع ذلك البشارة دالاً على أنها لا مطمع لهم في حوزه ولا علاجه لولا{[60381]} معونته فقال : { وأخرى } أي ووعدكم مغانم كثيرة غير هذه وهي - والله أعلم - مغانم هوازن التي لم يحصل قبلها ما يقاربها . ولما كان في علمه سبحانه وتعالى أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم مقرون فيها إلا من لا يمكنه في العادة أن يهزمهم ليحوي الغنائم ، فكان ما في علمه تعالى لتحققه كالذي وقع وانقضى ، قال تعالى : { لم تقدروا } أي بما علمتم من قراركم { عليها } ولما توقع السامع-{[60382]} بعد علمه بعجزهم عنها الإخبار عن السبب الموصل إلى أخذها بما تقرر عند من صدق الوعد بها ، قال مفتتحاً بحرف التوقع : { قد أحاط الله } أي المحيط بكل شيء علماً وقدرة { بها } فكانت بمنزلة ما أدير عليه{[60383]} سور مانع من أن يغلب منها شيء عن حوزتكم أو يقدر غيركم أن يأخذ منها شيئاً ، {[60384]}ولذلك{[60385]} و-{[60386]}للتعميم ختم الآية بقوله : { وكان الله } أي المحيط بجميع صفات{[60387]} الكمال أزلاً وأبداً { على كل شيء } منها ومن غيرها { قديراً * } بالغ القدرة لأنه بكل شيء عليم .
قوله : { وأخرى لم تقدروا عليها } أخرى ، في موضع نصب بالعطف على { مغانم } {[4263]} يعني : فعجل لكم هذه المغانم ومغانم أخرى { لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها } أي أعدها الله لكم ، فأنتم لم تقدروا عليها في الحال فهي محبوسة عليكم لا تفوتكم . أو حفظها الله عليكم ليكون فتحها لكم .
واختلفوا في المراد بالمغانم الأخرى التي لم يقدروا عليها . فقيل : ما فتح الله على المسلمين من فتوح كأرض فارس والروم . وجميع ما فتحه المسلمون ، وقيل : ما يفتحه المسلمون من البلاد إلى قيام الساعة .
قوله : { وكان الله على كل شيء قديرا } لا يتعذر على الله أن يفعل ما يشاء لبالغ قدرته وعظيم سلطانه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.