نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (21)

ولما سرهم سبحانه بما بشرهم به من كون القضية فتحاً ومن غنائم خيبر ، أتبع ذلك البشارة دالاً على أنها لا مطمع لهم في حوزه ولا علاجه لولا{[60381]} معونته فقال : { وأخرى } أي ووعدكم مغانم كثيرة غير هذه وهي - والله أعلم - مغانم هوازن التي لم يحصل قبلها ما يقاربها . ولما كان في علمه سبحانه وتعالى أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم مقرون فيها إلا من لا يمكنه في العادة أن يهزمهم ليحوي الغنائم ، فكان ما في علمه تعالى لتحققه كالذي وقع وانقضى ، قال تعالى : { لم تقدروا } أي بما علمتم من قراركم { عليها } ولما توقع السامع-{[60382]} بعد علمه بعجزهم عنها الإخبار عن السبب الموصل إلى أخذها بما تقرر عند من صدق الوعد بها ، قال مفتتحاً بحرف التوقع : { قد أحاط الله } أي المحيط بكل شيء علماً وقدرة { بها } فكانت بمنزلة ما أدير عليه{[60383]} سور مانع من أن يغلب منها شيء عن حوزتكم أو يقدر غيركم أن يأخذ منها شيئاً ، {[60384]}ولذلك{[60385]} و-{[60386]}للتعميم ختم الآية بقوله : { وكان الله } أي المحيط بجميع صفات{[60387]} الكمال أزلاً وأبداً { على كل شيء } منها ومن غيرها { قديراً * } بالغ القدرة لأنه بكل شيء عليم .


[60381]:من ظ ومد، وفي الأصل: لو.
[60382]:زيد من ظ ومد.
[60383]:من مد، وفي الأصل و ظ: عليها.
[60384]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[60385]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[60386]:زيد من ظ ومد.
[60387]:من ظ ومد، وفي الأصل: أوصاف.