فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (21)

{ وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا( 21 ) } .

ولكم من ربكم وعد حق أن يمكّن لكم في مواطن أخرى كثيرة ، وأن تجبى لكم خيرات وثمرات وفيرة ، لم تقدروا عليها الآن ، ولكن المولى القدير مهيمن عليها حتى تظفروا بها- سنة ماضية إلى يوم القيامة- ولم يزل الله القوي مقتدرا لا يفوته ولا يتعذر عليه ولا يعجزه شيء .

وجائز أن يكون معنى { أحاط الله بها } أحاط بها علما ، وأحاط بها قدرة فهو يحفظها لكم ويمنعها من غيركم .

نقل عن ابن عباس : هي الفتوح التي فتحت على المسلمين ، وعن مجاهد : هي ما يكون إلى يوم القيامة ؛ وعن القرطبي : ومعنى : { قد أحاط الله بها } : أي أعدها لكم ، فهي كالشيء الذي أحيط به من جوانبه ، فهو محصور لا يفوت ، فأنتم وإن لم تقدروا عليها في الحال فهي محبوسة عليكم ولا تفوتكم .