فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (21)

{ وأخرى } أي : فعجل لكم هذه المغانم ، ومغانم أخرى ، ويجوز فيها أوجه ذكرها السمين وغيره { لم تقدروا عليها } وهي الفتوح التي فتحها الله على المسلمين من بعد ، كفارس والروم ونحوهما ، كذا قال الحسن ومقاتل وابن أبي ليلى ، وقال الضحاك وابن زيد وابن إسحق : هي خيبر وعدها الله نبيه قبل أن يفتحها ، ولم يكونوا يرجونها ، وقال قتادة : فتح مكة ، وقال عكرمة : حنين ، والأول أولى ، وقال ابن عباس : هذه الفتوح التي تفتح إلى اليوم ، وعنه قال : هي خيبر ، وقيل : فتح بلدة أخرى مطلقا ، وقيل : مغانم هوازن في غزوة حنين .

{ قد أحاط الله بها } صفة ثانية لأخرى قال الفراء : أحاط الله بها لكم حتى تفتحوها وتأخذوها ، والمعنى أنه أعدها لهم وجعلها كالشيء الذي قد أحيط به من جميع جوانبه ، فهو محصور لا يفوت منه شيء فهم وإن لم يقدروا عليها في الحال فهي محبوسة لهم ، لا تفوتهم وقيل : المعنى إنه أحاط علمه بأنها ستكون لهم { وكان الله على كل شيء } من فتح القرى والبلدان { قديرا } لا يعجزه شيء ولا تختص قدرته ببعض المقدورات دون بعض .