السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (21)

وقوله تعالى : { وأخرى } صفة مغانم مقدّراً مبتدأ وقيل : هي مبتدأ والخبر { لم تقدروا عليها } وهي كما قال ابن عباس : فارس والروم وما كانت العرب تقدر تقاتل فارس والروم بل كانوا خولاً لهم حتى قدروا عليهما بالإسلام . وقال الضحاك : هي خيبر وعدها الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن يصيبها ولم يكونوا يرجونها . وقال قتادة : هي مكة . وقال عكرمة : حنين . وقال البقاعي : هي والله أعلم غنائم هوازن التي لم يحصل قبلها ما يقاربها . { قد أحاط الله } أي : المحيط بكل شيء قدرةً وعلماً { بها } أي : علم أنها ستكون لكم { وكان الله } أي : المحيط بجميع صفات الكمال أزلاً وأبداً { على كل شيء } منها ومن غيرها { قديراً } أي : بالغ القدرة لأنه بكل شيء عليم .