تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

أولي بأس : أصحاب قوة وشدة في القتال .

ثم بين الله تعالى لهم أن باب القتال والجهاد لا يزال مفتوحا أمامهم ، ولذلك قال للرسول الكريم : قل لهؤلاء المتخلفين عن الخروج من أهل البادية : ستُدعون إلى قتال قوم ذوي شدة وبأس في الحرب ، فعليكم أن تخيّروهم بين أمرين ، إما القتل أو الإسلام ، فإن تستجيبوا لهذه الدعوة يُعظِم الله لكم الغنيمة في الدنيا والثواب في الآخرة ، وإن تعرضوا عنها كما أعرضتم من قبل { يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

{ قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم } إلى قتال قوم { أولي بأس شديد } وهم فارس والروم وقيل بنو حنيفة أصحاب اليمامة { تقاتلونهم أو يسلمون } يعني أو هم يسلمون أصحاب مسيلمة الكذاب فيترك قتالهم { فإن تطيعوا } من دعاكم إلى قتالهم { يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل } عام الحديبية يعني نافقتم وتركتم الجهاد { يعذبكم عذابا أليما }

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

قوله تعالى : { قل للمخلّفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما 16 ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما } .

يبين الله في آياته هذه أن المسلمين مقبلون على قتال المشركين على اختلاف أهوائهم وضلالالتهم ، وأنهم ظاهرون عليهم وعلى الناس جميعا وحينئذ يكون لهم النصر والغلبة . ويأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للمخلفين المنافقين : ستدعون لقتال قوم أشداء أولي قوة وبأس . واختلفوا في المراد بهؤلاء القوم فقد قيل : المراد بهم فارس . وقيل : الروم . وقيل : فارس والروم . والأولى بالصواب أنهم المشركون أو المرتدون من نبي حنيفة وهم أهل اليمامة أصحاب مسيلمة . الذين قاتلهم أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، وقد ذكر ذلك عن كثير من المفسرين . فهذا الصنف من الكافرين الذين لا يقبل منهم غير الإسلام أو القتال . وهو قوله : { تقاتلونهم أو يسلمون } أي يكون أحد الأمرين : إما المقاتلة أو الإسلام . ولا ثالث لهذين .

قوله : { فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا } إن تقبلوا مؤمنين صادقين لقتال هؤلاء القوم أولي البأس الشديد وتكونوا في صف المجاهدين غير مجانبين ولا مخلفين { يؤتكم الله أجرا حسنا } يجعل الله لكم في مقابلة ذلك حسن الثواب والجزاء وهي الجنة .

قوله : { وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما } إن أعرضتم عن دعوتنا لكم بالخروج معنا مؤمنين صادقين للقاء المشركين أولي البأس الشديد كما أعرضتم عام الحديبية فسوف يجازيكم الله الجزاء الأليم في الدنيا حيث الخزي لكم والإذلال ، وفي الآخرة يصليكم النار .