تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۗ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلۡ سَمُّوهُمۡۚ أَمۡ تُنَبِّـُٔونَهُۥ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَم بِظَٰهِرٖ مِّنَ ٱلۡقَوۡلِۗ بَلۡ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكۡرُهُمۡ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

قائم : رقيب .

أفمن هو قائمٌ حفيظٌ على كلّ نفسٍ لا يخفى عليه شيء ما كسبت كَمَن ليس كذلك ! فالجواب محذوف وهو : كمن ليس كذلك . وهذا من بلاغة القرآن .

وقد جعل هؤلاء الكفرةُ لِله شركاءَ فعبدوهم ، فقل أيها النبي : صِفُوهم بأوصافِهم الحقيقية ، { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأرض } أتخبرونه بشركاءَ يستحقَّون العبادة في الأرض وهو لا يعلَمُهم . { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ القول } أم تدَّعون أنهم آلهةٌ بالقول الباطلِ من غير حقيقة .

{ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السبيل وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } .

بل الحقيقةُ أنه زُيِّن للذين كفروا تَدبيرُهم الباطلُ ، فتخيَّلوا أباطيلَ ثم ظَنُّوها حقاً ، وصُرِفوا عن السبيل وتاهوا ، ومن يخذلْهُ اللهُ فما له من هادٍ يَهديه إلى الصواب .

قراءات :

قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر : «وصدوا عن السبيل » بفتح الصاد . والباقون «وصدوا عن السبيل » بضم الصاد وهي القراءة في المصحف .