تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۗ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلۡ سَمُّوهُمۡۚ أَمۡ تُنَبِّـُٔونَهُۥ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَم بِظَٰهِرٖ مِّنَ ٱلۡقَوۡلِۗ بَلۡ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكۡرُهُمۡ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

{ أفمن هو قآئم على كل نفس بما كسبت } من خير وشر ، يقول : الله قائم على كل بر وفاجر ، على الله رزقهم وطعامهم ، { وجعلوا لله شركاء } ، يعني وصنعوا لله شبها ، وهو أحق أن يعبد من غيره ، { قل } لهم يا محمد : { سموهم } ، يقول : ما أسماء هؤلاء الشركاء ، وأين مستقرهم ، يعني الملائكة ؛ لأنهم عبدوهم ، ويقال : الأوثان ، ولو سموهم لكذبوا .

ثم قال : { أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض } بأن معه شريكا ، { أم بظاهر من القول } ، يقول : بل بأمر باطل كذب ، كقوله في الزخرف : { أم أنا خير من هذا الذي } [ الزخرف :52 ] ، يقول : أنا خير ، ثم قال : { بل } ، يعني لكن ، { زين للذين كفروا } من أهل مكة { مكرهم } ، يعني قول الشرك ، { وصدوا عن السبيل } ، يعني وصدوا الناس عن السبيل ، يعني دين الله الإسلام ، { ومن يضلل الله } ، يقول : ومن يضله الله ، { فما له من هاد } [ آية :33 ] إلى دينه .