الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّـٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (26)

قوله تعالى : " ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه " قيل : إن " إن " زائدة ، تقديره ولقد مكناكم فيما مكناكم فيه . وهذا قول القتبي . وأنشد الأخفش :

يُرَجِّي المرءُ ما إن لا يراه *** وتعرِض دون أدناه الخطوب

وقال آخر :

فما إن طِبُّنَا جُبْن ولكن *** منايانا ودولةُ آخرينا{[13866]}

وقيل : إن " ما " بمعنى الذي . و " إن " بمعنى ما ، والتقدير ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه ، قاله المبرد . وقيل : شرطية وجوابها مضمر محذوف ، والتقدير ولقد مكناهم في ما إن مكناكم فيه كان بغيكم أكثر وعنادكم أشد ، وتم الكلام .

قوله تعالى : " وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة " يعني قلوبا يفقهون بها . " فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء " ما أغنت عنهم من عذاب الله . " إذ كانوا يجحدون " يكفرون " بآيات الله وحاق بهم " أحاط بهم " ما كانوا به يستهزئون " .


[13866]:البيت لفروة بن مسيك المرادي. والطب: الشأن والعادة والشهوة والإرادة.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّـٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (26)

{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ( 26 ) }

ولقد يسَّرنا لعاد أسباب التمكين في الدنيا على نحوٍ لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش ، وجعلنا لهم سمعًا يسمعون به ، وأبصارًا يبصرون بها ، وأفئدة يعقلون بها ، فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم ، فلم تغن عنهم شيئًا إذ كانوا يكذِّبون بحجج الله ، ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه . وهذا وعيد من الله جل شأنه ، وتحذير للكافرين .