{ وَلَقَدْ مكناهم } أي قررنَا عاداً أو أقدرنَاهُم ، وما في قولِه تعالى : { فِيمَا إِن مكناكم فِيهِ } موصولةٌ أو موصوفةٌ ، وأنْ نافيةٌ ، أيْ في الذِي أو في شيءٍ ما مكنَّاكُم فيهِ من السَّعةِ والبسطةِ وطولِ الأعمار وسائرِ مبادِيِ التصرفاتِ كَما في قولِه تعالى : { أَلَمْ يَرَوا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مكناهم فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكن لكُمْ } [ سورة الأنعام ، الآية 6 ] وممَّا يُحسِّنُ موقعَ إنْ هَهُنا التَّفَصِّي عن تكررِ لفظةِ مَا ، وهُو الدَّاعِي إلى قلبِ ألِفها هاءً في مَهْمَا ، وجعلُها شرطيةً أو زائدةً مِمَّا لاَ يليقُ بالمقامِ . { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وأبصارا وَأَفْئِدَةً } ليستعملُوهَا فيمَا خُلقتْ لهُ ويعرفُوا بكلَ منَها ما نِيطتْ بهِ معرفتُه من فنونِ النعمِ ويستدلُّوا بها على شؤونِ منعمِها عزَّ وجلَّ ويداومُوا على شُكرِه . { فَمَا أغنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ } حيثُ لم يستعملُوه في استماعِ الوَحي ومواعظِ الرسلِ .
{ وَلاَ أبصارهم } حيثُ لم يجتلُوا بها الآياتِ التكوينيةَ المنصوبةَ في صحائفِ العالمِ . { وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ } حيثُ لم يستعملُوها في معرفةِ الله تعالَى . { مِن شَيء } أي شيئاً من الإغناءِ . ومِنْ مزيدةٌ للتأكيدِ . وقولُه تعالى : { إذ كانوا يجحدون بآيات الله } متعلقٌ بما أَغْنَى وهو ظرفٌ جَرَى مجرى التعليلِ من حيثُ أنَّ الحكمَ مرتبٌ على ما أضيفَ إليهِ فإنَّ قولَكَ أكرمتُه إذْا أكرمنِي ، في قوةِ قولِك أكرمتُه لإكرامِه لأنَّك إذا أكرمتَهُ وقتَ إكرامِه فإنَّما أكرمْتَه فيه لوجودِ إكرامِه فيهِ وكذا الحالُ في حيثُ { وَحَاقَ بِهِم ما كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئونَ } من العذابِ الذي كانُوا يستعجلونَهُ بطريقِ الاستهزاءِ ويقولونَ فائْتنِا بما تعدُنا إن كنتَ من الصادقينَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.