{ وَلَقَدْ مكناهم فِيمَا إِن مكناكم فِيهِ } قال المبرد : ما في قوله : { فيما } بمنزلة " الذي " ، و " إن " بمنزلة " ما " ، يعني : النافية ، وتقديره : ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من المال وطول العمر وقوّة الأبدان ، وقيل : «إن » زائدة ، وتقديره : ولقد مكناهم فيما مكناكم فيه ، وبه قال القتيبي ، ومثله قول الشاعر :
فما إن طبنا جبن ولكن *** منايانا ودولة آخرينا
والأوّل أولى ؛ لأنه أبلغ في التوبيخ لكفار قريش وأمثالهم { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وأبصارا وَأَفْئِدَةً } أي إنهم أعرضوا عن قبول الحجة ، والتذكر مع ما أعطاهم الله من الحواسّ التي بها تدرك الأدلة ، ولهذا قال : { فَمَا أغنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أبصارهم وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مّن شَيْء } أي فما نفعهم ما أعطاهم الله من ذلك حيث لم يتوصلوا به إلى التوحيد ، وصحة الوعد والوعيد ، وقد قدّمنا من الكلام على وجه إفراد السمع ، وجمع البصر ما يغني عن الإعادة ، و«من » في { مِن شَيْء } زائدة ، والتقدير : فما أغنى عنهم شيء من الإِغناء ، ولا نفعهم بوجه من وجوه النفع { إذ كانوا يجحدون بآيات الله } الظرف متعلق ب { أغنى } ، وفيها معنى التعليل أي لأنهم كانوا يجحدون { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يستهزئون } أي أحاط بهم العذاب الذي كانوا يستعجلونه بطريق الاستهزاء حيث قالوا : { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.