الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزمر ويقال سورة الغرف .

قال وهب بن منبه : من أحب أن يعرف قضاء الله عز وجل في خلقه فليقرأ سورة الغرف . وهي مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر بن زيد . وقال ابن عباس : إلا آيتين نزلتا بالمدينة ، إحداهما : " الله نزل أحسن الحديث " [ الزمر : 23 ] والأخرى " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " [ الزمر : 53 ] الآية . وقال آخرون : إلا سبع آيات من قوله تعالى : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " [ الزمر : 53 ] إلى آخر سبع آيات نزلت في وحشي وأصحابه على ما يأتي . روى الترمذي عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل . وهي خمس وسبعون آية . وقيل : اثنتان وسبعون آية .

قوله تعالى : " تنزيل الكتاب " رفع بالابتداء وخبره " من الله العزيز الحكيم " . ويجوز أن يكون مرفوعا بمعنى هذا تنزيل ، قاله الفراء . وأجاز الكسائي والفراء أيضا " تنزيل " بالنصب على أنه مفعول به . قال الكسائي : أي اتبعوا واقرؤوا " تنزيل الكتاب " . وقال الفراء : هو على الإغراء مثل قوله : " كتاب الله عليكم " [ النساء : 24 ] أي الزموا . والكتاب القرآن . سمي بذلك لأنه مكتوب .