لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإٖ فِي مَسۡكَنِهِمۡ ءَايَةٞۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٖ وَشِمَالٖۖ كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥۚ بَلۡدَةٞ طَيِّبَةٞ وَرَبٌّ غَفُورٞ} (15)

قوله جل ذكره : { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } .

كانوا في رَغَدٍ من العَيْش وسلامة الحال ورفاهته ، فأُمِروا بالصبر على العافية والشكر على النعمة ، وهذا أمرٌ سهلٌ يسيرٌ ، ولكنهم أعرضوا عن الوفاق ، وكفروا بالنعمة ، وضَيَّعوا الشكر ، فَبَدَّلوا وبُدِّلَ بهم الحال ، كما قالوا :

تبدلت وتبدلنا يا حسرةً لِمَن *** ابتغى عِوَضاً لِسَلْمَى فلم يَجِدِ