لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{فَأَعۡرَضُواْ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَٰهُم بِجَنَّتَيۡهِمۡ جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن سِدۡرٖ قَلِيلٖ} (16)

قوله جل ذكره : { فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ } .

كذلك من الناس من يكون في رَغَدٍ من الحال ، اتصالٍ من التوفيق ، وطَرَبٍ من القلب ، ومساعدةٍ من الوقت ، فيرتكبُ زَلَّةً أو يسيء أدباً أو يتبع شهوةً ، ولا يعرف قَدْرَ ما هو به ، فيتغير عليه الحالُ ؛ فلا وقتَ ولا حالَ ، ولا طربَ ولا وصالَ ؛ يُظْلِمُ عليه النهارُ وقد كانت لياليه مضيئةَ ، كما قلنا .

ما زلت أختال في زمانٍ وحالِ *** حتى أَمِنْتُ الزمانَ مَكْرَه

حال عليَّ الصدودُ حتى *** لم تَبْقَ مما شَهِدْتَ ذرَّة