التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإٖ فِي مَسۡكَنِهِمۡ ءَايَةٞۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٖ وَشِمَالٖۖ كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥۚ بَلۡدَةٞ طَيِّبَةٞ وَرَبٌّ غَفُورٞ} (15)

قوله تعالى { لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور } .

قال الترمذي : حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد وغير واحد قالوا : أخبرنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي ، حدثنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم ؟ فأذن لي في قتالهم وأمرني ، فلما خرجت من عنده سأل عني ما فعل الغطيفي ؟ فأخبر أني قد سرت ، قال : فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه ، فقال : ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك قال : وأنزل في سبأ من أنزل ، فقال رجل : يا رسول الله ، وما سبأ ؟ أرض أو امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا امرأة ، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة ، وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا : فلخم وجذام وغسان وعاملة ، وأما الذين تيامنوا : فالأزد والأشعريون وحمير ومذحج وأنمار وكندة . فقال رجل : يا رسول وما أنمار ؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة .

( السنن 5/361 ح 3222- ك التفسير ، ب ومن سورة سبأ ) ، وأخرجه أبو داود ( السنن 4/34 ح 3988- ك الحروف والقراءات ) من طريق : عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله ، كلاهما عن أبي أسامة به مختصرا ، فيه ذكر الشاهد فقط . قال الترمذي : حديث حسن غريب . وقال الألباني : حسن صحيح ( صحيح الترمذي ح 2574 ) ، وأخرجه الإمام أحمد ( المسند 1/316 ) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة السبائي ، عن عبد الرحمن بن وعلة ، عن ابن عباس بمثله مقتصرا على موضع الشاهد كما عند أبي داود ، وأخرجه الحاكم ( المستدرك2/423 ) من طريق محمد بن أحمد بن أنس القرشي عن المقرئ به ، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وأخرجه الإمام أحمد من حديث فروة بن مسيك مرفوعا . وقال ابن كثير : إسناد جيد ( التفسير 6/492 ط الشعب ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { بلدة طيبة ورب غفور } وربكم غفور لذنوبكم ، قوم أعطاهم الله نعمة ، وأمرهم بطاعته ، ونهاهم عن معصيته .