تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ} (6)

والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس ، ولهذا قال : { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .

ختام السورة:

والحمد لله رب العالمين أولًا وآخرًا ، وظاهرًا وباطنًا .

ونسأله تعالى أن يتم نعمته ، وأن يعفو عنا ذنوبًا لنا حالت{[1]}  بيننا وبين كثير من بركاته ، وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر آياته .

ونرجوه ونأمل منه أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا ، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ، ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون .

وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة وسلامًا دائمين متواصلين أبد الأوقات ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

تم تفسير كتاب الله بعونه وحسن توفيقه ، على يد جامعه وكاتبه ، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله المعروف بابن سعدي ، غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين ، وذلك في غرة ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وثلثمائة وألف من هجرة محمد صلى الله عليه وسلم{[2]} في ب : ووقع النقل في شعبان 1345 ربنا تقبل منا واعف إنك أنت الغفور الرحيم .

تم بحمد الله

لا تنسونا من دعوة بظهر الغيب


[1]:- هذا التنبيه جعله الشيخ -رحمه الله- على غلاف المجلد الأول فصدرت به التفسير كما فعل -رحمه الله-.
[2]:- في ب: وأسقامها.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ} (6)

قوله : { من الجنة والناس } أي أن الموسوس قد يكون من الجن أو من الإنس ، فهما بذلك شيطانان . أما شيطان الجن فإنه يوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فإنه يأتي علانية . قال قتادة : إن من الجن شياطين ، وإن من الإنس شياطين . فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .

وقيل : إن قوله : { من الجنة والناس } بيان للناس ، وإن اسم الناس ينطلق على الجنة{[4887]} .

تم هذا التفسير بعون الله ومشيئته وفضله وتوفيقه في العشاء الآخرة من ليلة الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر صفر لعام سبعة عشر وأربعمائة وألف للهجرة . الموافق للعاشر من تموز عام ستة وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد .

أسأل الله جلت قدرته أن يسهم هذا الجهد في الإعراب عن عظيم الشأن للقرآن الكريم ، وفي إظهار ما تضمنه هذا الكتاب المعجز الفذ من عجيب المعاني والأخبار والحقائق ، ليستيقن الناس أن هذا القرآن لهو أعظم الحقائق اليقينية في هذا الوجود .

ثم أسأله عز شأنه أن يكون ما بذلناه في هذا التفسير متقبّلا ، وأن يدفع عنا به غوائل الشرور والموبقات والخطايا ، وأن يكون لنا فرطا يوم التناد ، فنظفر بالسعادة والنجاة والرضوان . والحمد لله رب العالمين .


[4887]:تفسير القرطبي جـ 20 ص 261- 264 وتفسير الطبري جـ 30 ص 228، 229 والكشاف جـ 4 ص 303 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 575.