تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة المؤمنون{[1]}

وهي مكية

هذا تنويه من الله ، بذكر عباده المؤمنين ، وذكر فلاحهم وسعادتهم ، وبأي : شيء وصلوا إلى ذلك ، وفي ضمن ذلك ، الحث على الاتصاف بصفاتهم ، والترغيب فيها . فليزن العبد نفسه وغيره على هذه الآيات ، يعرف بذلك ما معه وما مع غيره من الإيمان ، زيادة ونقصا ، كثرة وقلة ، فقوله { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } أي : قد فازوا وسعدوا ونجحوا ، وأدركوا كل ما يرام المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين من صفاتهم الكاملة أنهم


[1]:- هذا التنبيه جعله الشيخ -رحمه الله- على غلاف المجلد الأول فصدرت به التفسير كما فعل -رحمه الله-.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (1)

بِسمِ اللّهِ الرحمَن الرّحِيمِ

القول في تأويل قوله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغْوِ مّعْرِضُونَ } .

قال أبو جعفر : يعني جلّ ثناؤه بقوله : قَدْ أفلَحَ المُؤْمِنُونَ : قد أدرك الذين صدقوا الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأقرّوا بما جاءهم به من عند الله ، وعملوا بما دعاهم إليه مما سمي في هذه الأيات ، الخلودَ في جنّات ربهم وفازوا بطَلِبتهم لديه . كما :

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن قَتادة ، في قوله : قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ قال : قال كعب : لم يخلق الله بيده إلاّ ثلاثة : خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس جنة عَدْن بيده ، ثم قال لها : تكلمي فقالت : قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ لما علمت فيها من الكرامة .

حدثنا سهل بن موسى الرازيّ ، قال : حدثنا يحيى بن الضريس ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن مجاهد ، قال : لما غرس الله تبارك وتعالى الجنة ، نظر إليها فقال : قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ .

قال : ثنا حفص بن عمر ، عن أبي خلدة ، عن أبي العالية ، قال : لما خلق الله الجنة قال : قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ فأنزل الله به قرآنا .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جبير ، عن عطاء ، عن ميسرة ، قال : لم يخلق الله شيئا بيده غير أربعة أشياء : خلق آدم بيده ، وكتب الألواح بيده ، والتوراة بيده ، وغرس عدْنا بيده ، ثم قال : قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة المؤمنون{[1]} .

أخبر الله تعالى عن فلاح المؤمنين وأنهم نالوا البغية وأحرزوا البقاء الدائم ، وروي عن كعب الأحبار أن الله تعالى لما خلق جنة عدن قال لها تكلمي فقالت { قد أفلح المؤمنون } ، وروي عن مجاهد أن الله تعالى لما خلق الجنة وأتقن حسنها قال { قد أفلح المؤمنون } ، وقرأ طلحة بن مصرف «قد أفلحُ المؤمنون » بضم الحاء يريد قد أفلحوا ، وهي قراءة مردودة{[8451]} ، وروي عنه «قد أُفلِح » بضم الهمزة وكسر اللام .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[8451]:قال عيسى بن عمر: "سمعت طلحة بن مصرف يقرأ: {قد أفلحوا المؤمنون}، فقلت له: أتلحن؟ قال: نعم كما لحن أصحابي"، قال أبو حيان الأندلسي تعقيبا على ذلك: "يعني أن مرجوعه في القراءة إلى ما روي، وليس بلحن لأنه على لغة "أكلوني البراغيث"، وقال الزمخشري: "أو على الإبهام والتفسير"، وفي كتاب ابن خالويه كتبت بواو بعد الحاء، وفي اللوامح: وحذفت واو الجمع بعد الحاء لالتقائهما في الدرج، وكانت الكتابة عليها محمولة على الوصل، نحو {ويمح الله الباطل}.