الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (1)

مقدمة السورة:

مكيّة ، وهي أربعة آلاف وثمانمائة وحرفان ، وألف وثمانمائة وأربعون كلمة ، ومائة وثماني عشرة آية

أخبرنا أبو الحسن الخباري قال : حدَّثنا ابن حبش قال : حدّثني أبو العباس محمد بن موسى الدقاق الرازي قال : حدَّثنا عبد الله بن روح المدائني قال : وحدَّثنا طفران قال : حدَّثنا ابن أبي داود قال : حدَّثنا محمد بن عاصم قال : حدَّثنا نسابة بن سوار الفزاري قال : حدَّثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( مَن قرأ سورة المؤمنين بشّرته الملائكة بالرَّوح والريحان وما تقرّ به عينه عند نزول ملك الموت )

{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } قد حرف تأكيد ، وقال المحققون : معنى قد تقريب بالماضي من الحال ، فدلَّ على أنّ فلاحهم قد حصل وهم عليه في الحال ، وهذا أبلغ في الصفة من تجريد ذكر الفلاح ، والفلاح : النجاح والبقاء .

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن المفسّر بقراءته عليَّ في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة قال : أخبرنا أبو عمرو المعتزّ بن محمد بن الفضل القاضي قال : حدَّثنا أحمد بن الحسين الفريابي قال : حدَّثنا عبد الرحيم بن حبيب البغدادي عن إسحاق بن تجيح الملطي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لمّا خلق الله سبحانه جنّة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ثمَّ قال لها : تكلّمي ، قالت : قد أفلح المؤمنون - ثلاثاً - ثمَّ قالت : أنا حرام على كلّ بخيل ومرائي " .

وقرأطلحة بن مصرف : قد أُفلح المؤمنون على المجهول ، أي أُبقوا في الثواب .