بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ} (34)

{ وَآَتاكُم مّن كُلّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } يعني : أعطاكم من كل شيء لم تحسنوا أن تسألوا ، فأعطيتكم برحمتي . وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة أنه قال : لم تسألوه بكل الذي أعطاكم . وقال معمر والحسن : آتاكم من كل الذي سألتموه . قال مجاهد : كل ما رغبتم إليه ، قرأ بعضهم { مِن كُلّ } بالتنوين يعني : أعطاكم من كل شيء . ثم قال { مَا سَأَلْتُمُوهُ } يعني : لم تسألوه ، ولا طلبتموه ، ولكن أعطيتكم برحمتي . يعني : ما ذكر مما سُخِّر للناس في هذه الآيات . وقرءاة العامة { مّن كُلّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } من غير تنوين على معنى الإضافة . يعني : من جميع ما سألتموه .

ثم قال : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَا } يعني : لا تقدروا على أداء شكرها . ويقال : { لا تُحْصُوهَا } يعني : لا تحفظوها { إِنَّ الإنسان } يعني : الكافر { لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } يعني : يظلم نفسه بالكفر بنعم الله تعالى .