بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ} (48)

قوله تعالى : { يَوْمَ تُبَدَّلُ الارض غَيْرَ الارض } قال عليّ بن أبي طالب يعني : غير هذه الأرض التي عليها بنو آدم ، أرض بيضاء نقية لم يعمل فيها بالمعاصي ، ولا سفك عليها الدماء . وهكذا قال ابن مسعود . قال : حدثنا الخليل بن أحمد ، قال : حدثنا أبو يعقوب . قال : حدثنا محمد بن يونس العامري . قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم . قال : حدثنا القاسم بن الفضل عن الحسن عن عائشة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تذكرون أهاليكم يوم القيامة ؟ قال : « أَمَّا عِنْدَ مَوَاطِنَ ثَلاَثَةٍ فَلاَ : عِنْدَ الصِّرَاطِ ، والكِتَابِ ، والمِيزَانِ » . قالت : قلت : ألم يقل الله تعالى { يَوْمَ تُبَدَّلُ الارض غَيْرَ الارض } أي : الناس يومئذٍ ؟ قال : « سَأَلْتِنِي عَنْ شَيءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكِ » . فقال : « النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الصِّرَاطِ » . وروي عن ابن عباس أنه قال : تمد الأرض مد الأديم ، ويزاد في سعتها .

ثم قال : { والسماوات وَبَرَزُواْ للَّهِ } يعني : خرجوا من قبورهم ، وظهروا { للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ } لخلقه .