بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (1)

قوله تعالى : { الر كِتَابٌ أنزلناه إِلَيْكَ } يعني : هذا كتاب أنزلنا جبريل ليقرأه عليك ، وهو القرآن { لِتُخْرِجَ الناس } أي : لتدعو الناس { مِنَ الظلمات إِلَى النور } يعني : من الكفر إلى الإيمان . وسمى الكفر ظلمات ، لأن الكفر طريق الضلالة . فمن وقع فيه ضلّ الطريق . وسمى الإيمان نوراً ، لأنه طريق واضح مبين { بِإِذْنِ رَبّهِمْ } يقول : بأمر ربهم { إلى صِرَاطِ العزيز الحميد } يعني : دين الإسلام العزيز ، المنيع بالنقمة لمن عصاه ، ولم يجب الرسل . { الحميد } لمن وحده . ويقال : { الحميد } في فعاله . ويقال : { الحميد } لأفعال الخلق . يشكر لهم اليسير من أعمالهم ، ويعطي الجزيل .