بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَقَالُوٓاْ إِنَّمَا سُكِّرَتۡ أَبۡصَٰرُنَا بَلۡ نَحۡنُ قَوۡمٞ مَّسۡحُورُونَ} (15)

{ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكّرَتْ أبصارنا } يقول : أخذت ، وغشيت أبصارنا { بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } أي : ولقالوا سحرنا فلا نبصر . وروى قتادة عن أبي صالح أنه قال : لو فتح الله عليهم باباً من السماء ، فظلت الملائكة يعرجون فيه . لقالوا : أخذت أبصارنا . قرأ ابن كثير { سُكّرَتْ } بالتخفيف . وهكذا قرأ الحسن . وقرأ الباقون بالتشديد . وقال القتبي : { سُكّرَتْ } بالتشديد أي : غُشِّيَتْ . ومنه يقال : سُكِّر النهر إذا سدّ ومنه يقال سكر الشراب وهو الغطاء على العقل . ومن قرأ { سُكّرَتْ } بالتخفيف يعني : سحرت . يعني : إنهم لا يعتبرون به ، كما لم يعتبروا بانشقاق القمر حين رأوه معاينة .